اليوم : السبت 31 اكتوبر 2015

كنت قد قررت، منذ فترة، ان أرتدي عباءة اللامبالاة الشفشتي، ودأبت على النظر لنفسي في المرآة، وأنا أشيح بوجهي عن الأحداث مقنعة نفسي أنني مع الروقان وخلوتي بنفسي أفضل، حتى استفزني بنهمه وفجعته المخيفة، ورغما عني تحولت أنظاري وكل حواسي إليه، وهي تنتفض غضبا ودهشة.

وجدته يأكل علي المائدة بكل شراهة، يأكل ويطفح حتى ملأ البلاد مرارا طافحا متعدد الألوان.. طفحت يد إهماله حتى أغرقت الأسكندرية؛ عروس البحر، لتصبح أرملته ومطلقته وثكلاه.

أي شئ غير مدينة الرب النابضة، الباسمة ،الضحوك!

وغرق ناسها في مياه الأمطار وصعقوا بكابلات الكهرباء التي سقطت في برك المياه المترسبة من ليلة ماطرة وحيدة، فما بالنا بليال قادمة؟

أقيل المحافظ “هاني المسيري” كنوع من الطبطبة على كتف السكندريين الغاضبين، وككبش فداء لسنوات متراكمة من الاهمال بدأت في عهد اللواء “عادل لبيب” قبل 2010 حين حفر الأسكندرية، فأصبحت كمن سار في تربتها ثعبان “الأناكوندا” الضخم، فتتحطم شبكة تصريف مياه الأمطار، ثم تتوالى الكوارث، من غير أن نسمع بمحاسبة المسؤولين أيا كانت مواقعهم مع عدم تقديم أي حل فعلي للمشكلة.. طفح المرار داخل المحليات وأنذر فسادها بطامة كبرى وبانهيار البنية التحتية لمصر.

وما إن أدرت الطرف عن مدينتي الجميلة الأسكندرية وفساد المحليات فيها، حتى طالعني الوجه القبيح للإعلام.. الإعلامية “ريهام سعيد” لتبرز وجه القبح السافر للإعلام المصري، حيث باتت أشبه بدلالة سيئة السمعة تنادي على بضاعة محرمة في إحدى حواري قصص نجيب محفوظ،  تشّهر بفتاة وتدافع عن المتحرشين، كما لو كانت تعطي غطاء من الشرعية على تلك الرذيلة المجتمعية المثيرة للغثيان.. إن ما تفعله “ريهام سعيد” وأمثالها هو حلب بقرة التخلف والجهل والخزعبلات التي تنتشر لدى شريحة مجتمعية عريضة من المجتمع المصري.

اصبحت مذيعة العشوائيات مصدرا للقرف الاعلامي، ويرتفع التقزز لدى من يشاهدها ويثور غضبهم، لدرجة أن يتصدر تريند تويتر في الوطن العربي هتشتاج أطلقه المصريون بعنوان #موتى_ياريهام، في رسالة واضحة لها ولمالكي القناة التي تعمل بها من مشاهدين كثيرين يرفضون ذلك السخف بمرارة.

وما إن اقمت رأسي، حتى فاجأني غاندي بإعلان مراره الطافح من نتيجة الانتخابات البرلمانية المصرية نعم “غاندى” ومن ورائه “مانديلا”، الذي اعلن النائب (استغفر الله العظيم) “أحمد مرتضى منصور” أنه سينتهج نهجهما، في كوميديا سوداء ومنيلة بستين نيلة، بعد انتشار الفيديو الشهير له بتوعد الشعب بأشياء لا اجرؤ على ذكرها، ليصبح ابن مرتضى منصور المهاتما “أحمد مرتضى منصور” نائبا للشعب في نفس الدائرة التي بها ملك التسريبات “عبدالرحيم على” أيضا، في أول برلمان بعد “30 يونيو” بانتخابات عزف عنها الشعب المصري، وكانت نسبة المشاركة فيها ضئيلة للغاية، لأسباب كثيرة أهمها -من وجهة نظري- فقد الأمل في التغيير بالوسائل السياسية الدستورية المتعارف عليها وكثرة أعداد المرشحين بصورة مفرطة، كما لو كانت ماسورة مرشحين وانفجرت في أرض مصر، وعدم وجود رموز ترضي المصوتين وتجذبهم وتقنعهم بجدوى المشاركة بالتصويت في الانتخابات، ويبدو أن قطاعا كبيرا من الشعب المصري رأى أن البرلمان القادم سوف يكون مثله مثل النيش في شقة عروسين، يكون ضمن الجهاز فقط حتى يتم تجنب أن “تاكل الناس وشنا”.

كل هذا والمرار الطافح مستمر في التهام صبر المصريين ورباطة جأشهم وقوت يومهم، ومازال من يجلس على طبلية الفساد ونقص الكفاءة والأمانة يلتهم ما يلتهم، ليزيد الغلب مرارةً ولا ينتهي نهمه عند حد.. كفايه بقى طفح… أنت ما بتشبعش؟!

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك