اليوم : الأربعاء 28 اكتوبر 2015

 

يا راجل ده أنت لما تكون ماشي على كوبرى قصر النيل، وتبص فجأه تلاقي قدامك عادل إمام واقف عادي كده، ممكن تشك إنه بيتهيألك، وتكذب عينيك وتقول أكيد ده واحد شبهه، ما بالك لما تلاقي النجم الأمريكي مورجان فريمان، واقف يبتسم لك، بدون أي نوع من الضجيج أو سابق انذار، الصور التي التقطتها كاميرا موبايل أحد المواطنين، أصبحت بعد ساعات قليلة حديث الساعة في مصر، بعد أن قام بتشييرها على الفيس بوك، وكشفت الصورة عن عجز كامل في جميع وسائل الإعلام، وأنها غارقه في سبات عميق، فالرجل وصل إلى مصر.. يعني دخل بوضوح من المطار وليس متخفيا، ونزل في أوتيل.. يعني صادف ناس عمال بالفندق وتناول عشاءه وفطاره وأكيد التقى ببعض النزلاء والعاملين، ثم نزل مع فريق تصوير فيلمه في اليوم التالي، وتجول في شوارع القاهرة ومعه طاقم  تصوير فيلمه، حتى وصل إلى كوبري قصر النيل الذي تعبر عليه في الساعة مئات السيارات والأوتوبيسات، ويسير عليه بشر لا حصر لهم.. كل ده ولم يصل خبر وجوده في القاهرة لأي وسيلة إعلام.. لا جريدة مطبوعة ولا إلكترونية، ولا قناة فضائية، مع إن رحلة مورجان فريمان، كان معد لها قبل وصوله للقاهرة بعدة أشهر.

وفي بلاد تحكمها وتسيطر عليها أجهزة الأمن التي تحصي على المواطن أنفاسه وعدد المرات اللي دخل فيها التواليت، لا يمكن أن نصدق أن  خبر وصول نجم سينمائي بحجم مورجان فريمان للقاهرة، لتصوير فيلم تسجيلي، لم يصل لجهات الأمن! أو لهيئة الإستعلامات، التي تمنح تصاريح للجهات الأجنبية التي تأتي للتصوير في مصر!

لكن انظر ماذا حدث بعد أن اشيع خبر وجود مورجان فريمان في القاهرة لتصوير الفيلم التسجيليthe story of god   ، انفجرت ماسورة عبط وهبل بين المسؤولين، كل في مجاله، وبدأ الحكاية رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، الذي تمطع واتفرد واتنى، وصاح صيحه نابليون في استعراض المجانين، بفيلم المليونير، وقالك: حازعق زي الغول وأجعر واقول تعاليلي يابطة!

واقسم بأغلظ الأيمانات إنه حايوقف مورجان فريمان عند حده، ويبلغ عنه الأمن القومى، عشان ياخدوه ويعلقوه من رجليه زي الدبيحة، لأنه تجرأ على التصوير في شوارع مصر وفي المتحف، دون أن يعرض سيناريو الفيلم على رئيس الرقابة، ولم يكتف سيادته بهذا، بل اخذته العنترية، عندما قرأ اسم الفيلم أكثر من مرة، واستعان بجوجول للترجمة ليتأكد أن عنوان الفيلم فيه كلمة ربنا، وقالك: والله لو اكتشفنا إن مورجان فريمان بيجيب سيرة ربنا في فيلمه، مش حايحصل له طيب!

حنانيك يا رجل، هون على نفسك، هو ربنا بتاعنا إحنا بس؟ ثم من الأحمق الذي ادخل في عقلك أن ربنا سبحانه وتعالى في حاجه لمثلك للدفاع عنه، تبقى هزلت فعلا، ثم اخذ الرجل يهرتل بدون تراجع، لعل أحدا يلتفت للبطولة التىي قام بها للتصدي لمحاولات النجم الأمريكي الكبير! ودخل في الكادر السيد وزير الآثار الذي كان في مؤتمر في المتحف المصري وأمامه بتاع عشرين ميكروفون، وكاميرات فيديو تمثل مجموعة من القنوات الفضائية، وتصادف وجود مورجان فريمان في المتحف لتصوير لقطات من فيلمه الذي يدور عن نشأة الأديان وعلاقه الإنسان بفكرة وجود الخالق، في الحضارة الفرعونية القديمة، وبدلا من أن يتهلل الوزير فرحا لهذه المصادفة القدرية العجيبة، ويطلب أن يلتقط صورا له مع النجم العالمي، أو يرحب به ، أو يعمل أي منظر، حدث العكس، وتجاهل الوزير وجود النجم العالمي تماما، وكأنه مش باين، أو كأنه أحد تماثيل المتحف، وطبعا الحكاية مافرقتش مع نجم بحجم مورجان فريمان، لأنه لا يعرف من هذا الشخص الذي يتحدث أمام هذه الميكروفانات والكاميرات؟

ولم يشأ السيد نقيب الممثلين أشرف زكي أن يفوت الفرصه دون أن يدلي بدلوه، وينّقط بالفرح، ويصرح لأجهزة الإعلام، أنه انتوى أن يقيم دعوه ضخمة ضد النجم الأمريكي للترحيب به باعتباره زميل!

ثم قام بعد كده بعمل أقوى إيفيه ممكن أن تتخيله، حيث قام بإلغاء العزومة والمأدبة التي كان ينتوي أن يقيمها على شرف مورجان فريمان، لأنه اراد أن يرسل له الدعوة، لكن لم يستدل على عنوانه!

يمكن واحد يقولك: ما هو بعد كده المسؤولين تداركوا الموقف، وقاموا بدعوة الرجل لرحلة سياحية في المعالم الأثريه بالجيزة والأقصر وأسوان، لكن هل الرجل كان في حاجة إلى ذلك؟! طبعا لا، الحقيقة أن الظروف والصدف منحتنا فرصة ذهبية لم نحسن استغلالها، بفضل غباء وبلادة المسؤولين، ففي الوقت الذي ندفع فيه الملايين للترويج للسياحة، ونكاد نقف في ميادين العالم نتسول السياح، يقوم يصل إلى بلادنا الميجا ستار مورجان فريمان، وبدلا من أن نقدم له التحية والاهتمام الذي يليق بمكانته، يطلعلك واحد يبلغ عنه الأمن القومي! والغريب والمثير للضحك أن مدير الرقابة لايزال مندهشا لأن بتوع الأمن القومي، ماردوش عليه في بلاغه ضد النجم الأمريكي.. اطمن يا اخويا، حايردوا عليك.. بس بعد الراجل مايمشي، عشان مايسمعش صوتك وأنت بيتعمل معاك الجلاشة!

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك