الكام يوم اللي فاتوا كانوا ممكن يصيبوا أي حد من اللي مابيخشوش في الموالد بالاكتئاب.
باعتقد أن ده عادي لتلات أسباب أساسية:
1- حالة الهيستيريا السيساوية/التفريعية/القناواتية.
2- إن كل الأطراف عارفين كويس إن الشعب اللي بجد في الحواري والقرى المهمشة برة الحدوتة خالص.. مالهوش في المولد ولا بالسلب ولا بالإيجاب.
3- لما تلاقي ناس المفروض إنهم مثقفين أو فنانين أو مفكرين أو متعلمين بيرددوا كلام دعائي فارغ، مالهوش أي محتوى جاد.. قاعدين قدام التلفزيون، يلاقوا لقطة، فيجروا على الفيسبوك عشان يكتبوا “إحنا بنفرح وموتوا بغيظكم”.
على حسب علمي.. الفرحان بجد مابيعملش ده، وتعبير “موتوا بغيظكم” مدهش في إستخدامه الحالي.. لأنه أصلا بتاع الخلايا الإلكترونية للعسكر والأمن بعد الثورة، وللخلايا الإلكترونية للإخوان في نفس الفترة وفي فترة المعتوه مرسي.. فاكرين؟ كان من معالم كابوس سلطة الإخوان.
أو مابيعملوش ده لكنهم “بيفرحوا بالأمر”.. بيفرحوا لأن الجهاز الإعلامي للسلطة العسكرية قالهم “إفرحوا”.. “هستروا”.
(ده مع استثناء الناس اللي مادخلوش في هيستيريا الفرح واكتفوا بالتفاؤل).
بس كمان فيه حاجة مهمة تحمي من الاكتئاب، وتكتشفها لو اتأملت شوية المشهد ده.. وهي إن الوعي بيزيد مش بيقل.. قبل كده كان ناس قليلة جدا هم اللي بيتكلموا، والباقيين ساكتين.. دلوقتي الكل بيتكلم، والشباب الصغيرين أولهم.. بيتكلموا وبيحاولوا يفكروا ويسألوا.
فعادي إنك تلاقي من ضمن كل الكلام.. كلام فارغ. وعادي إن بعض “المثقفين” يلاقوا نفسهم مرتبكين لأن فيه هوا جوه الدماغ، وقبل كده الهوا ده ما كانش مكشوف “للعامة”، لكن دلوقتي سهل كشفه.. فيلجأ “المثقف” لأداة تانية وهي: “موتوا بغيظكم”، اللي هي جملة مش ممكن يقولها أو يقول حاجة شبهها واحد مثقف.
“موتوا بغيظكم” والجمل اللي شبهها هي نقيض للثقافة والمعرفة.
أول إمبارح في لحظة قرف، خرجت من الفيسبوك العربي ورحت أهرب للحساب التاني اللي بالإسباني، لقيتهم مشيرين تقرير طويل عريض من نوعية التقارير الدعائية اللي بيتدفع تمنها، عن قناة جديدة في نيكاراجوا!! وبنفس عناوينا: “قنبلة أمريكا اللاتينية التي ستغير التاريخ والحقائق الجيواستراتيجية”، “قناة نيكاراجوا العظيمة”، “أعظم عمل هندسي في تاريخ البشرية”.. إلخ!!!
ده رغم إن فيه قناة تانية جنبهم بتأدي نفس الغرض وهي قناة بنما.. (بالمناسبة بتتوسع هي كمان اليومين دول).. ولو أنا فاهم كويس “قناة نيكاراجوا العظيمة” لسة ماحفروش ولا حتى متر مكعب واحد منها.