مركزية البلاعة من أهم المشكلات التي تواجهنا، وتتسبب في بطء الحركة أثناء الأزمات.. المركزية، والمركزية في مصر ليست فقط في الهيكل الإداري للدولة وحرص الحكومة على الإبقاء على الإدارة المحلية بدلا من تفعيل أنظمة حكم محلي فعالة وسريعة في اتخاذ القرارات، لكن الفكر المركزي يمتد ليشمل ضرورة إلزام المصانع والشركات التي ترغب في استيراد الغاز الطبيعي بمعرفتها، لتستمر في العمل وللحفاظ على وجودها في السوق العالمية، بضرورة ضخ الكميات المستوردة في الشبكة القومية للغازات مقابل تعريفة معينة! مع الوضع في الإعتبار أن تشغيل تلك المصانع القادرة على التصدير، هو العلاج الفعلي لمشكلة الدولار، لأنها مصدر مهم من مصادر الدخل الدولاري للدولة عن طريق الضرائب على الأقل.
ويمتد الفكر المركزي ليشمل ضرورة إلزام من يرغب في إنشاء محطات لإنتاج الكهرباء من المخلفات أو غيرها، بربط تلك المحطات بالشبكة الكهربية بالدولة، ووصل بنا الحال إلى أننا حتى في مشكلة الأمطار السنوية بالإسكندرية، وعدم قدرة شبكة الصرف على تحمل كميات المياه المتراكمة في الشوارع مع كل نوة، إلى التركيز فقط في شبكة الصرف، بشكل مركزي بحت!
لماذا لا نفكر بشكل مختلف؟ لماذا لا ندرس أماكن تراكم المياه المختلفة في المحافظة؟ في كل شتاء، ونجهز بجوارها في أقرب مكان ممكن بيارات تجميع مياه أمطار منفصلة عن شبكة الصرف، تحت الأرض، تخزن مياه الأمطار ونحولها بذلك لثروة نستطيع إعادة استخدامها في الري وغسيل الشوارع والسيارات؟ ولعل أوضح مثال في الإسكندرية، هو نفق كوبري المندرة، الذي يغرق سنويا في مياه الأمطار والفرق بينه وبين حدائق قصر المنتزة عشرات الأمتار! ماذا لو بدأنا ببيارة تجميع مياه الأمطار خلف سور المنتزة بجوار النفق؟ كم من مياه الشرب المعالجة كانت وما زالت تستخدم لري تلك الحدائق، ستوفرها لنا تلك البيارة؟! إلى جانب علاج مشكلة غرق النفق في الشتاء؟ كفانا مركزية ولنفكر بأسلوب مختلف.. اللامركزية في التفكير أولا، هي التي ستؤدي لدولة محترمة، تتمتع بحكم لامركزي فعال وحقيقي. .ارحمونا وارحموا أنفسكم من “مركزية البلاعات”.