اليوم : الجمعة 26 يونيو 2015

(1)

الطفل ذو السنوات الخمس يبدو مستمتعا أسفل الدوش، يسأل والدته ببراءة:

ماما إيه ده؟

تجيب والدته بسرعة شديدة دون أن تنظر في عينيه:

ده البيبي.

أيوة يعني اللي هو اسمه إيه؟

حمامة.

الصغير يتعرف للمرة الأولى على اسم عضو في جسده لم تتسابق عماته مع خالاته على الإشارة إليه متسائلين وعلى وجوهههم ابتسامة بلهاء: “ودي اسمها إيه” وهو يجيب بالانجليزية “MY NoSe”، لديه عضو جديد تعرف على اسمه الآن، عضو ليس موجودا عند ريري بنت الجيران كما اكتشف اليوم التالي.

الصغير يملك حمامة تقف ولا تطير، وعليه أن يعرف لماذا؟

 

(2)

الطفل أكبر قليلا ربما بثلاث سنوات، يشعر بالسعادة أمام أفلام “البحث عن فضيحة” و”الحفيد”، يشعر بدغدة ما عندما يشاهد بطلات الأفلام بالبيكيني، يتحرك فيه شيء ما، فيشعر بالإثارة، لا يدرك شيئا بعد، فقط لم يفهم -حتى الآن- لماذا نهره والده وصرخ فيه حين رآه ذات يوم، وصار بعدها يشاهد تلك الأفلام متلصصا، الغريب أن شعوره بالإثارة زاد.

وعلاقته بالحمامة صارت أكثر جدية.

 

(3)

هناك فيلم فيديو بيد أخته الكبيرة، يقرأ الطفل ذو السنوات الـ12 اسمه “شهد الملكة”، يسأل بسذاجة:

الفيلم ده جديد؟

آه.

حنشوفه النهاردة بالليل؟

لا أنت مش حتشوفه، ممنوع.

يغادر البيت – مجبرا- مع بدء عرض الفيلم في الفيديو المنزلي، بحجة اللعب مع أصدقائه في الشارع.. يذهب إلى نادي الفيديو ويستأجر نسخة أخرى من الفيلم ذاته، بعدما جمع الأموال من شلته ويذهبوا جميعا لمشاهدته عند صديق تعود والدته من العمل متأخرة، بينما والده في الخليج.

الأصدقاء قضوا الليلة باستمتاع وجرت بينهم مسابقات عديدة كان بطلها الفائز بجائزة الأطول.

كان الطفل يتعرف على اسم جديد لنفس العضو الذي عرف اسمه منذ 7 سنوات، اسم لم تخبره أمه به قط ولن يخبره أبوه، اسم سيستعمله مع أصدقائه بقية عمره.

 

(4)

صارت شرائط الفيديو الخاصة لعبة الطفل الذي صار مراهقا يبلغ من العمر 16 عاما، كان يتبادل شرائط البورنو في المدرسة مع رفاق صفه كما يتبادلون صور ألبومات كأس العالم، كانوا يهربون من المدرسة لمشاهدة أي فيلم جديد في أي منزل خال لصديق أو صديق صديق أو قريب صديق.

دخل بيوتا لا يعرفها ولن يعرفها، وشاهد أفلاما قد لا يمكنه تذكر كل تفاصيلها، أنهك نفسه من أجل اللذة، قفز أسوارا وحاول تغيير شرائط بيتا ماكس بـVHS، تعلم كيف يخبأ تلك الشرائط حتى لا يجدها أحد، وتحمل اتهامات والدة صديقه التي وجدت أحد تلك الأفلام في دولاب ملابسه عملا بنظرية أنها ستشعر أكثر بالراحة أن الشريط الذي وجدته يخص صديق ابنها وليس ابنها ذاته، لم تكن تعرف أن شرائط البورنو اشتراكية الأيدولوجية، لكن ورغم كل هذا بقيت مشاهد ميرفت أمين وناهد الشريف بالمايوه البيكيني تثير سعادته – ليست سعادته فقط التي تثار- أكثر من أي شيء آخر ودون أن يعرف السبب.

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك

اعلان

اعلان