اليوم : السبت 30 مايو 2015

مقدمة:

لا تصدق هؤلاء الطيبون طيلة الوقت.. لم يخلقنا الله عاجزين عن الغضب، كل مثالي أو شخص حريص على المثالية لديه أزمة حقيقة لأنه مزيف، فقط من أخطائنا وتشوهاتنا نستطيع إعادة خلق الحياة، إلا صاحبنا الطيب دائما.. الابن المدلل لمؤسسة الرئاسة، والذي لا يكف عن معارضتها بطيبته الزائدة.

صديقنا الطيب جدا يعارض بمبدأ “هات بوسة في بوقك”.. معارضة حقيقية تليق بنظام يرى الاختلاف في الرأي جريمة تستحق العقاب.

لا أخشى الأشرار الصرحاء، ربما لأن الثعابين هي الأنعم والأخطر على الإطلاق.

المقال:

كيف تكون معارضا في ثلاث خطوات دون معلم.. تكتب مقالا تهاجم فيه الرئاسة، وتطلب من جهة أمنية تديرك أن تمنعه، وتخرج لتقول منعوا مقالي.. ثلاث خطوات مضمونة قادرة على جذب آلاف المتضامنين.. قادرة أيضا على أن تجعلك في عيون الحمقى والسذج مقاوما للسلطة التي تخشى مقالاتك.

في الحقيقة كان الأمر مفضوحا لكل العاملين في الوسط الصحفي، أو حتى المتابعين بتركيز.. أقصى مقالاتك نقدا لم يتجاوز طلب القُبلة المحرمة.

الوقيعة:

الطيب دائما.. الورع.. لم يخش الله عندما تسبب في خلاف بين أخ وأخيه.. حين تسبب في طرد أخ من عمله بعد وسوسته للأخ الثاني.. فقط هو سعيد بوجوده في دائرة نجم محسوب على نظام مبارك!

المدهش أنه رغم هذا لا يكف عن ترديد كلمات شيوخه المفضلين.. الكل في دائرة السلطة، قبلتهم الوحيدة هي رضاها، بينما يأكلون بعضهم البعض خلف ظهرها.

دنقل:

يقول أمل دنقل:

“كلُّ شيءٍ يفِرُّ,

فلا الماءُ تُمسِكُه اليدُ,

والحُلْمُ لا يتبقَّى على شُرفاتِ العُيونْ”

اعتقد أن هذا هو ما تشعر به كل تلك الجمعيات مجتمعة، التي تم الاستيلاء على مجهوداتها ونسبها لجهة سلطوية، تم انشاؤها خصيصا من أجل تلميع الطيب ومن معه.

لطيف جدا أن يبذل البعض مجهودا لسنوات وتأتي في النهاية لتضع لافتة باسمك على مجهوداتهم.. الألطف أن الرئاسة اعتبرتك قدوة ووضعت لافتة أكبر من لافتتك بعد ذلك.

الخاتمة:

لا تفوت فرصة لتقول إنك لست محسوبا على النظام.. في الحقيقة أنت الأبعد عن دائرة المملوك.. لست في نفس درجة اللبلاب ولا الناعم، لكنك ترس في الماكينة التي صممها النظام.. تؤدي دورك باتقان، انتظارا للحسنة المقبلة.. برنامج.. رئاسة تحرير جريدة ما.. المهم أن تحصل على نصيبك من تورتة تعفنت، كان اسمها الوطن.

ننتظر يوما تخلع فيه قناع الطيبة، لأنه لا يليق على المبررين واللصوص.

ملحوظة: المقال السابق عن ابن الدولة لم يعجب صاحبه وأنكر أنه من يكتب مقالات اليوم السابع تحت اسم ابن الدولة، وأنا أصدقه تماما بتأكيدات أصدقاء أثق فيهم، اعتذر له عن تلك المعلومة لكنني أنتظر إجابته عن بقية الوقائع المذكورة في المقال والتي تعتبر جريمة كتابة المقالات أهونها.

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك

اعلان

اعلان