اليوم : الأحد 17 مايو 2015

أنت بلا موهبة على الإطلاق، لكن لديك فرصة

تبدو فرص معدومي المواهب دائما أكثر كلما أجادوا التملق، أدرك صاحبنا هذا منذ اللحظة الأولى في حياته العملية، أدرك أنه لا يملك سوى أن يتنازل ليصعد، ينحني حتى يستقيم له الحال، فلم يكذب خبرا، وانتقل بسرعة خلال حياته المهنية حتى بلغ ذروتها -شابا- كمذيع لبرنامج توك شو.

من علامات الانحطاط.. انقراض الكرامة

تصريح عابر لمالك قناة شهيرة، تعودنا أن يطلق التصريحات المضحكة بلا توقف.. التصريح يتهم الشاب، الشاب يحاول الرد بأدب جم اعتاده هؤلاء الذين تعودت أعينهم النظر للأرض – فقط – في مواجهة أسيادهم، لم يملك العبيد يوما سوى الأدب، فتعلم السادة بعد نهاية الرق أن يروجوا للأدب بين من هم أقل منهم منزلة، يعقب هذا لقاء في مدينة ساحلية، يتقرب الشاب من المالك الثري على الرغم من انتهاء العمل معه، وكأن من اعتاد الهوان يعز عليه أن يفّوت الفرصة دون ممارسته، يلفظه المالك، يعاتبه الشاب على شبكات التواصل، يهينه مرة أخرى فيكتفي بالصمت.

حتى العبيد كان متاحا لهم الصراخ، بينما لم يتح له هو ذلك.

تسلق كلما استطعت وأينما وصلت

تقول الأسطورة إن شجر اللبلاب كان إعلاميا مصريا قبل أن يمسخه الله على حاله، تسلق أينما وكيفما استطعت، قدم تنازلات، بع نفسك جيدا أو حتى تزوج!

شجر اللبلاب لا يتزوج.. فقط يتسلق.

يحسن المنبطحون وصف أرجل كراسي السادة

لا يفوت الشاب فرصة لدى سلطة، ليلتصق بابن الدولة.. يلقنه مع مجموعة مختارات من المباديء العسكرية المصرية الفذة لخلق إعلام جديد.. يشعر المنبطح بالتفوق حين يرى جيدا لمعة حذاء سيده، ينفذ بجهد وإتقان، بينما يزهو في أوساطه الخاصة بعلاقاته المتميزة.. يتحدث الآن من مركز قوة لأن ابن الدولة يحركه من منطلق السلطة.. لا يعلم صاحبنا أبدا أن عسكري الشطرنج لا تبلغ قيمته عند اللاعب أكثر من نقلة خاطئة قد تطيح به خارج الرقعة، لكن المنبطح يكفيه الرضا في أن يكون مجرد جزء من اللعبة.

الخاتمة

يقول ابن عطاء الله السكندري: “إذا التبس عليك أمران فانظرْ أثقلَهُما على النفس فاتبعه فإنه لا يثقل عليها إلا ما كان حقا”

ربما كان أثقل اختيار خاضه الإعلامي الشاب في حياته، مر به في مكتب التنسيق بعد الثانوية العامة

تعليقات الموقع

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة

الأكثر تعليقا

النشرة البريدية

تابعنا على فايسبوك

اعلان

اعلان